Loading
جولة دراسية إلى ألمانيا فى إطار المكون الثانى لبرنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية تحت عنوان “رؤى ألمانية بشأن التكيف مع تغير المناخ فى المدن” (من 7/6/2015 إلى 12/6/2015)
يونيو 16, 2015 in الاخبار, عام, وثائق صحفية

“كيف يمكن للمدن أن تحسن من درجة تكيفها مع تغير المناخ على الصعيد المحلى، وما هى الخلفية المؤسسية الضرورية لتحقيق ذلك؟ كيف يمكن إدماج مفاهيم البنية التحتية الخضراء والمستدامة فى المشهد العام للمدن؟ ما هى العلاقة بين الزراعة الحضرية والأمن الغذائى؟ كيف يمكن لمنصات التبادل والشبكات الدولية تعزيز أداء التكيف مع تغير المناخ فى المدن حول العالم؟”

تطرقت الجولة الدراسية بعنوان “رؤى ألمانية بشأن التكيف مع تغير المناخ فى المدن” إلى جميع هذه الأسئلة. وأشرف مكون التكيف مع تغير المناخ (المكون الثانى) التابع لبرنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية على تنظيم الجولة والتى أجريت من يوم الأحد الموافق 7 يونيو إلى يوم الجمعة الموافق 12 يونيو فى ألمانيا. وأثناء الجولة تم استعراض عدة خبرات فريدة بشأن التكيف مع تغير المناخ من المنظور الألمانى بما يتفق مع التدابير المتبعة على المستوى الدولى. وضمت الجولة الدراسية عددًا من كبار الخبراء فى أهم المجالات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ فى مصر ويشملون ممثلين عن وزارة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات وعن جهاز شؤون البيئة المصرى وعن محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص من شركة شادوف وممثلين عن المجتمع المدنى من جمعية مجاورة.

ودارت الجولة الدراسية حول موضوعات “مؤتمر المدن القادرة على المواجهة” السنوى الذى تعقده منظمة الحكومات المحلية من أجل الاستدامة وهى أحد المنظمات الرائدة عالمياً فى مجال التكيف مع تغير المناخ على المستوى المحلى. ولعل أبرز ما شهدته الأيام الثلاثة التى عُقد خلالها المؤتمر هو العرض الذى قدمه التعاون الدولى الألمانى بشأن “قدرات التكيف فى المناطق كثيفة السكان”. وتناول هذا العرض مشروع التكيف مع تغير المناخ الذى بدأ تنفيذه مؤخرًا بنجاح فى إطار مكون التكيف مع تغير المناخ الخاص ببرنامج التنمية بالمشاركة افى المناطق الحضرية حيث ينفذ المشروع فى أحد المناطق العشوائية بالقاهرة (عزبة النصر)، كما تم إشراك الحاضرين فى المناقشة بشأن هذا المشروع. ودارت جلسات المؤتمر الأخرى حول موضوعات متعددة مثل الأمن الغدائى والآثار الصحية لتغير المناخ والمناهج التى تتبعها الأطراف المعنية المتعددة لبناء القدرة على المواجهة وغير ذلك من الموضوعات.

وفى اليوم الأول من الجولة الدراسية عُقد اجتماع مع ممثلة منظمة الحكومات المحلية من أجل الاستدامة، السيدة إيفا ماديرا، وذلك لإعطاء المشاركين فرصة لإلقاء نظرة شاملة على أنشطة المنظمة حول العالم. وقد حث هذا الاجتماع المشاركين على مناقشة إمكانية إشراك منطقة القاهرة الكبرى فى أنشطة المنظمة القادمة وجعلها أول مدينة عضوة فى المنظمة تنتمى إلى المنطقة العربية.

ومن أجل تعزيز المدخلات النظرية للمؤتمر فقد نُظمت رحلة قصيرة استغرقت نصف يوم إلى مدينة آندرناخ الألمانية المعروفة باسم “المدينة المأكولة”. وهناك تم تعريف أعضاء الوفد بمفهوم الزراعة الحضرية على مستوى المدينة فيما يتعلق بجوانبها البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

بالإضافة إلى حضور المؤتمر الذى عُقد فى بون، فإن الجزء الثانى من الجولة الدراسية تم فى مدينة شتوتغارت، وهى المدينة الشريكة لمحافظة القاهرة. وقد بذلت هذه المدينة مجهودات كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتطوير جدول أعمال مراع للمناخ  يُطبق على مستوى المدن الكبيرة بأكملها. وأسفرت هذه المجهودات عن وضع “أطلس المناخ” الذى يُعد قاعدة أساسية لتطوير استراتيجية التكيف مع تغير المناخ على مستوى المدينة. وتشتمل هذه الاستراتيجية على إنشاء ممرات خضراء وأسقف خضراء وقنوات للهواء النقى وذلك لمجابهة آثار الجزر الحرارية الحضرية ومعدلات التلوث المرتفعة التى تتسم بها مدينة شتوتغارت نظراً لوقوعها بإحدى الأودية. وكان مشروع “غرفة المعيشة الخضراء” الذى يُنفذ فى مدينة لودفيغسبورغ المجاورة والتى زارها الوفد أيضاً خلال رحلته القصيرة التى استغرقت نصف يوم، مثالاً على تخطيط وإنشاء البنية التحتية الحضرية الخضراء من أجل تحسين المناخ المحلى فى السياق الحضرى. ومن خلال استعراض هذين المشروعين المذكورين (مشروع غرفة المعيشة الخضراء فى لودفيغسبورغ والمشروع المنفذ فى شتوتغارت) اكتسب أفراد الوفد خبرات عدة بالغة الأهمية بشأن التكيف مع تغير المناخ بحيث يمكنهم بعد ذلك تطبيق ما تعلموه على منطقة القاهرة الكبرى.

وبصفة عامة، فقد حققت الجولة الدراسية نجاحًا كبيرًا حيث أقيمت العديد من الروابط والشبكات الواعدة التى يمكن تعزيزها وتعميقها فى المستقبل. فضلاً عن ذلك ألم الوفد بمعلومات شتى وجوانب جديدة ومناهج واعدة من أجل تحسين التكيف مع تغير المناخ على المستوى المحلى ولكن من منظور دولى. وأعطت أيضًا الجولة الدراسية فرصة جيدة للمشاركين ليتبادلوا وجهات النظر حول تعاون مستقبلى متبادل بين المستويات الوطنية والمحلية وحتى مع القطاع الخاص. وأخيراً و ليس آخراً، كانت أبرز ثمار الجولة الدراسية تكمن فى إتاحة المجال للمشاركين ليكتسبوا خبرات عملية ويروا بأنفسهم الآثار الإيجابية للتدابير صغيرة النطاق الرامية إلى التكيف مع تغير المناخ.

IMG_1196

European Union German Cooperation GIZ Ministry of Planning