السياق

تنتج مصر سنوياً ما يزيد عن 15 مليون طن من المخلفات وتزداد بمقدار 3.4% كل عام. تؤدى قلة الموارد والقدرات على إدارة المخلفات إلى ممارسات غير مستدامة، مثل دفن المخلفات أو حرقها مما يسبب ضرر بيئي حاد ويتسبب فى خلق مشاكل على صحة السكان.

أدركت الاستراتيجية القومية لإدارة المخلفات لعام 2000 الحاجة لإيجاد حلول شاملة لمشاكل إدارة المخلفات الصلبة بمصر وتؤكد على دور الحكومة والقطاع الخاص فى توفير خدمات محسنة لمعالجة المخلفات.

تركز مناهج إدارة المخلفات المتكاملة حالياً على استعادة المواد الثمينة من المخلفات فمصر لديها باع طويل فى الجمع غير الرسمى والفصل وإعادة التدويرالذى يشكل نقطة بداية هائلة لتنفيذ استراتيجيات متكاملة لإدارة المخلفات الصلبة فى البلد.

يدعم برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية مدينتى الخانكة والخصوص بمحافظة القليوبية لتحسين وضع المخلفات الصلبة بهذه المناطق. تمول هذه الأنشطة من مؤسسة بيل ومليندا جيتس.

الهدف   

إن الهدف الكلى لعمل البرنامج بمجال إدارة المخلفات الصلبة هو إنشاء نظام مجتمعى متكامل لإدارة المخلفات الصلبة بمدينتى الخصوص والخانكة بمحافظة القليوبية. ويسعى البرنامج إلى الأخذ فى الاعتبار احتياجات العاملين الغير رسميين فى تجميع القمامة وإعادة التدوير والتى تُجرى حالياً بالقطاع.

أهداف البرنامج الرئيسية:

• وضع استراتيجية شاملة ومتكاملة لنظام إدارة المخلفات
• دعم الفصل من المصدر ورفع توعية العامة بشأن أهمية المخلفات التى تعد أحد الموارد.
• بناء قدرات الأطراف الفاعلة الرئيسية وهم العاملون بمختلف العمليات المتعلقة بإدارة المخلفات الصلبة.
• تحسين الأحوال المعيشية والوظيفية للعاملين الغير رسميين بمجال جمع القمامة.
• إنشاء المركز المتكامل لإستعادة الموارد (IRRC) لدعم إعادة تدوير كلً من المخلفات العضوية وغير العضوية.

المنهج

يتعاون مكون إدارة المخلفات الصلبة مع الوزارات والمؤسسات التابعة للوزارات المعنية مثل جهاز شئون البيئة على المستوى الوطنى، بينما تمثل محافظة القليوبية الشريك الرئيسى لتنفيذ البرنامج على المستوى الإقليمى، أما على المستوى المحلى فإن جوهر المشروع يتمركز حول بناء الثقة، وإقامة علاقات عمل بين الحكومة المحلية، والشركات العاملة فى مجال المخلفات، والمجتمعات المحلية.

منهج “التقليل، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير” هو المبدأ التوجيهى لعمل برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية فى مجال إدارة المخلفات الصلبة حيث يركز على قيمة المخلفات كأحد الموارد أكثر من التركيز على جمعها والتخلص منها، هذا النهج المتبع فى إدارة المخلفات الصلبة والذى يركزعلى تحويلها إلى سماد وإعادة تدويرها يسهم فى الحفاظ على الموارد النادرة ويعمل على الحد من غازات الدفيئة.

النتائج

استهدفت مناقشات مجموعات العمل مع الشركات المحلية العاملة فى مجال المخلفات تحديد دور القطاع غير الرسمى فى الاستراتيجية الجديدة لإدارة المخلفات الصلبة، مع مراعاة احتياجاتهم وتوقعاتهم. تم وضع استراتيجية محلية لإدارة المخلفات الصلبة بالتشاور مع الأطراف المعنية لتطبيقها فى المنطقتين العشوائيتين، وقامت محافظة القليوبية بإعتماد الاستراتيجية. بالإضافة لذلك فهناك مركز تحت الإنشاء “المركز المتكامل لاستعادة وتدوير المخلفات”.

تأسست شراكة وثيقة بين شركة “إيكوسيم” وبرنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية وذلك فى إطار عمل اتفاقية الشراكة المتكاملة بين القطاعين العام والخاص التى تم إبرامها مؤخراً مع شركة “إيكوسيم”، وهى إحدى الشركات التابعة لشركة “لافارج” أكبر شركة لإنتاج الأسمنت على مستوى العالم، كما سيتم إنشاء خط تشغيل جديد بالمصنع التابع للمركز المتكامل لاستعادة وتدوير المخلفات والقائم بمنطقة الخانكة وذلك لإنتاج الوقود المشتق من المخلفات.

ومما لا شك فيه أن تجربة محافظة القليوبية فى مجال الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة ستكون على المدى الطويل بمثابة مثلاً تحتذى به المناطق العشوائية الأخرى، وبانتهاء مشروع إدارة المخلفات الصلبة التابع لبرنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضرية فى أغسطس 2014 سيتضح كيف يمكن تطبيق أجزاء الاستراتيجية الوطنية لإدارة المخلفات الصلبة تطبيقاً عملياً ناجحاً على المستوى المحلى.